السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
يوم الاربعاء الماضي ..
أقيم حفل الامهات في مدرسة ابنتي جنى ..
وتم تكريم الطالبة خلود ووالدتها ..
أتعلمون من هي خلود ؟!
هي طالبة في الصف الثالث الإبتدائي ..
والدتها عاملة اندونيسية في المدرسة ..
والدها سائق لإحدى حافلات المدرسة ..
خلود هي الحاصلة على المركز الأول..
في مسابقة القرآن على مستوى الرياض ..
ماشاء الله ..تبارك الله ..
كانت والدتها تدور على طاولات الحفل
ومعها سلة وتلتقط بقايا الأوراق والمناديل
وحين نودي اسمها لتكرم مع ابنتها
تركت سلتها وذهبت عند منصة الحفل
ووجها يشرق ..
واتسعت ابتسامتها لتغطي على ملامحها ..
ودموعها تترقرق..
أبكاني المشهد ..
وأيضا علمني ..
علمني أن ترف الحياة ربما أشغل عن جوهرها ..
والدة خلود وقفت بزي العاملات بين (٣٠٠)أم ..
هي ببساطتها ونحن بكامل أناقتنا ..
هي تدور كالنحلة قبل أن يبدأ الحفل لترتب وتنظف ..
ونحن نستمتع بفقرات الحفل واحتساء القهوة والشاي ..
(٣٠٠) أم وأنا من بينهن ..
وقفت أم خلود أمامنا لندرك أن ابنتها تفوقت على بناتنا ..
رغم أن أغلبنا لديه الخدم .. وهي تخدم ولا خادم لها..
ولدينا أحدث الأجهزة التي تخدم القرآن ..ولا أظنها عند خلود ووالدتها..
خلود وهي غير عربية تفوقت على بناتنا
ولغتهن الأم هي لغة القرآن..
ألف مبارك ياخلود
وبارك الله فيك وفي والديكِ
وليتكن يا أخواتي ، رأيتن خلود حين انتهى الحفل
وبقينا نحن الأمهات ننتظر حتى يتم إنزال الطالبات من فصولهن ..
وحين نزلن ..
صارت كل أم تجول عيناها في طوابير البنيات تبحث عن بنيتها ..
ولما تقع عيناها عليها ..تهتف باسمها ..وتؤشر ييديها.. وأحيانا بكلتا يديها..
ثم تحتضنها وتحمل حقيبتها عنها..
وحين نزلت طالبات الصف الثالث ..نزلت
خلود ...
بهدوء ...
فلم يستقبلها أحد فأمها مشغولة طبعاً ..
واتجهت (لبيت الدرج ) حيث تضع العاملات أغراضهن
دخلت لتضع هديتها وحقيبتها ..
فهذا مكان أمها ..
نعم تواضع المكان.. لكن علت الهمم والقيم ..
انتظرتُ خلود حتى خرجت فباركت لها ..ثم أمسكت ابنتي
و خرجنا من المدرسة ..
فاستقبلني منظر السيارات الفاخرة وقد اصطفت ..
يقود أغلبها سائق الأسرة الخاص ..
لتركب الأمهات والبنيات ..
مما جعلني أتساءل ..
هل لهذة الفخامة همم توازيها في ذلك ؟
أتمنى ذلك ..
مما أعجبني فنقلته لكم