ليس من المسلمات في القصص ان تنتهي حسب رغبة القارئ فقد تكون هذه النهاية سعيدة على هوى من يقرأها وتلبية لرغبته...وبعض النهايات يكون حزينا مغايرا لنفس الانسان وامنياته.......ولكن؟؟
ماذا عن النهاية غير المتوقعة؟؟؟
كثيرا ما نقرأ القصص البوليسية او القصص الملحمية والتي قد تأتي نهاياتها مغايرة لسير احداثها ففي لحظات تنقلب لحظات الانكسار الى انتصار ولحظات الحزن والمحنة الى فرح وبهجة!!! الى غير ذلك من القصص والتي يأتي اغلبها ممتزجا بالخيال ليضيف للاحداث رونقا وجمالا واحسن صياغة...
< B>
ولكننا في النهاية لا نملك تغيير النهاية إذ انها تبدو كالقدر المحتوم الذي لا نستطيع مقاومته ومجابهته الا بالرضا لأن محاولة تغيير النهاية هو محاولة للرجوع الي الماضي والمحاولة في حد ذاتها كمحاولة من يريد الحرث في الماء!!!
حكايتي هذه قد تجدها في شتى الازمان...إذ ان الحكايات الدراماتيكية كثيرة منذ سالف الدهور
كما في أساطير الاغريق والرومان..أو قصص الفراعنة والبابليين والصينيين إذ أن تغيير مسار هذه الحكاية يضفي أليها جمالا يشد ناظري القارئ ويجتذب سمع المنصت ويلهب شعور المستقبل وهذا النوع من الادب الملحمي له جمهوره وعشاقه ومحبوه...
وحتى لا أطيل في استخدام الرموز المبهمة والتي قد تجعلك أخي القارئ تشعر تدريجيا بالملل فإن هذه القصة تتحدث عن قصة بين رجلين من الناس والتي مرت فصول قصتهما بأحداث لا تنسى...الجميلة منها والسيئة ...الحلوة منها والمرة_ وللوهلة الاولى ظن كل من رأى القصة ان نها يتها ستكون اجمل من نهايات القصص الرومانسية ولكن تحولت النهاية في قصتي فجأة الى نهاية قصة خيالية او اسطورية إذ أنهما اصبحا فجأة أعداء وبدون سابق إنذار ....ويكأنها (( القصة ))مرت بنقطة إعادة التعريف فغيرت من مسارها وحرفت مسارها بل والافظع من ذلك هو انك ايها القارئ لا تدري كيف تسير او متى ستنتهي إذ انني أظن انها في بدايات النهاية وان للحديث بقية.....
كثير ما تحدث العداوات بين الناس...ولكنها تختلف في اسبابها وأيضا في حجم السبب...لذلك فمن المقنع أن يحدث الافتراق لسبب وجيه او مشكلة صعبة...أما ان تكون المشكلة (( لا مشكلة )) وأن لا تجد المسبب لحالة عدم التعيين فهذا هو جوهر المشكلة ولبها...
ربما يكون سبب تباعد الناس عدم ثقتهم ببعضهم البعض..أو أن العلاقة نفسها بين المتباعدين لم تكن قوية قبل التباعد بما يكفي لتواجه عواصف الشيطان ومصائده إذ أن ما بني على باطل فهو باطل..او يكون هذا الافتراق إطاعة لواشي او نمام او ناقل لبغيض الكلام والمعاني وفي فطرة الانسان تطلع للمستو ر وتشوف لجديد الاخبار لذلك عادة تصدق هذه الكلمات والتي تكون عادة كذبا وبهتانا وتنقلب علاقة منذ نعومة الظفر الى فرقة وهجر..
لذلك فقد صدق القائل: (( إذا أطعت الواشي فقد اضعت الصديق )) جملة من بضع كلمات تضم في محتوياتها معان كثيرة . فالبعض يكتفي بالسمع ليحكم على الاخرين فإن كان ما سمع حسنا حكم على صاحبها بالحسن...وإن كان ما سمع قبيحا حكم على صاحبه ب** الاعدام **!!
لا يكفي السمع والاخبار للحكم عن الاشخاص ولكن إذا أردت الحكم على انسان ما فتعامل معه معاملة الحذر ومن هناك ستبدأ العيوب بالتجلي والمميزات بالظهور ومن ثم يمكنك الحكم سواء بالبراءة او بالاعدام....
وعليك ايضا ان تترك الفرصة للمتهم بالافصاح عما بداخله وبالدفاع عن نفسه ولا تكن ظالما تسير وفقا لهوى في نفسك او اتباعا لشيطانك بل عليك في بعض الاحيان ان تواتجه هوى نفسك وان تقهرها وتلجمها وكل ذلك في سبيل ان ترى نور الحق يقية الذي وان اشتدت الظلمة فإنه ما يلبث ان يشرق كالفجر ايذانا بمجئ النور وانقشاع الظلام...
وفي خاتمة مفرداتي : أذكر كلمة قالها لي أحد الاصدقاء عن أحد أنواع "الاصدقاء"وربما كان يشبه أحد شخصيات الأقصوصة التي ذكرناها فقال:-
(( الاخلاء أنواع ولكن أسوء هذه الاصناف هو صديق التسلية ، إذ أنه يبين لك محبته وهو في الحقيقية يحب أن يتسلي بك فيلزمك أن تحزن لوجده إذا وجد ، وأن تفرح لبهجته إذا ابتهج وألا تسير مضادا لتيار نفسه ودليل قولي انك تجده معك بحال فرضها عليك ومع الاخرين بحال معاكس لما كان عليه _فهذا الانسان حاله بحال اللحظة و شخصية من أمامه..هذا هو صديق التسلية ))
أخي القارئ /
هذا كان ملخصا لأحد القصص التي قرأتها ولم أتوقع نهايتها ..وبعد أن أدل يت بدلوي فيها خرجت لي بمعان كثيرة ولعل أبرزها أن الانسان لا يستطيع توقع ما يخبئه له القدر فنحن لا نحتاج أن نقرأ عن النهايات الدراماتيكية وغير المتوقعة حتى نتخيل مشهدا ما من مشاهد القصة.. بل إنني على يقين بأن حياتنا ملئا بالكثير من هذه الحكايات التي تنتهي بنهاية مغايرة لأحداثها ولكن للأسف ففي الغالب نقر بالنهاية ولن نستطيع أن نغيرها مهما كانت فهي قدر محتوم علينا الرضا به مهما كان صعبا...
وعلى دروب الخير نلتقي.....